الحج الحلقة السادسة: وقوف مزدلفة

وقوف مزدلفة من آكد اعمال الحج المبيت بمزدلفة وقدثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ؛
(( أتى المزدلفة بعد أن أفاض من عرفات فأسبغ وضوءه وصلى المغرب والعشاء بأذان واحد.وإقامتين ولم يصل بينهما شيئا ثم اضطجع حتى طلع الفجر وصلى الفجر في أول وقته حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا وكبر وهلل فلم يزل واقفا حتى اسفر جدا فدفع قبل ان تطلع الشمس ))
وقد قال الله تعالى ؛
(( فإذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام ))

وقد اختلف العلماء هنا في مسألتين ؛

_ الاولى ما حكم الوقوف بمزدلفة والجمهور ومنهم الائمة الاربعة على انه واجب من تركه لزمه دم وقال جماعة منهم أنه ركن من اركان الحج من تركه فسد حجه ولا يجبر بالدم قال ابن القيم رحمه الله ؛
وهو مذهب اثتين من الصحابة ابن عباس وابن الزبير ، وإليه ذهب إبراهيم النخعي والشعبي وعلقمة والحسن البصري والأوزاعي وحماد بن أبي سليمان وداوود الظاهري وابي عبيد القاسم بن سلام واختاره المحمدان محمد ابن جرير ومحمد ابن خزيمة وأحد الوجوه للشافعية

_ الثانية اختلف العلماء فيما يجزئ من الوقوف هنا فقال مالك يكفيه أن ينزل بقدر مايصلي العشاءين ويتعشى وقال الشافعي وأحمد إذا دفع قبل نصف اليل لزمه دم وبعده لاشيء عليه
وقال أبو حنيفة يلزمه المبيت إلى طلوع الفجر لأن الوقوف عنده بعد صلاة الصبح ورجحه في أضواء البيان بفعل النبي صلى الله عليه وسلم

واتفقوا على أنه يجوز تقديم الضعفة إلى منى قبل الفجر لثبوت ذالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويستحب تعجيل صلاة الصبح ليتسع وقت الدعاء والذكر والتأخير حتى طلوع الفجر كما مضى في الحديث

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن مزدلفة كلها موقف وقال ذالك في عرفة وفي منحر منى

رزقنا الله وإياكم الحج المبرور

23 June 2023