فقه الحج الحلقة الثالثة : السعي

السعي: من أعظم مناسك الحح السعي بين الصفا والمروة وهو ركن لايجبر بدم وقد قال جل وعلا فيه ؛
(( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ))
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما ؛
(( قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعاوصلى خلف المقام ركعتين وطاف بين الصفا والمروة لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة )) متفق عليه وهذا لفظ البخاري

وقالت عائشة رضي الله عنها ؛
(( ما اتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة )) رواه مسلم

( شروط السعي )

_ الترتيب بأن يبدأ بالصفا ويختم بالمروة ويقف على كل واحد أربعا

_ أن يكون السعي بعد طواف لأن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يسع إلا بعد طواف وهو مذهب الائمة الاربعة وجعله بعضهم إجماعا

_ أن يتم جميع المسافة في الأشواط السبعة وهذا مذهب الجمهور

وتستحب له شروط الصلاة من طهارة وغيرها والسرعة في بطن المسيل المعلم بالسراج الخضراء وقد تقدم وفي حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم( فلما استوى هرول حتى جعل الرداء يعلو ويسفل عن ركبته صلى الله عليه وسلم )

ويستحب أن يقول الذكر الوارد فيه وهو ؛
(( أن يقرأ الآية ويرفع يديه ويكبر ثلاثا ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير
لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده ))
يقوله ثلاثا ثم يدعو بما شاء
ووقت السعي مفتوح كطواف الإفاضة والأولى أن يكون بعد
طواف القدوم ويجب عند مالك الوصل بين الطواف والسعي
فإذا لم يفعل لزمه دم

والقارن والمفرد عليهما سعي واحد ويزيد المتمتع سعيا لحجه بعد طواف الإفاضة
وقد رفع الله بالسعي شأن هاجر رضي عنها حين استسلمت لأمر الله ووثقت به وأحسنت الظن وقالت (( إذن لا يضيعنا ))
فما ضيعها بل أعلاها ورفعها وجعل خطواتها شرعا إلى قيام الساعة يخطوها كل نبي وكل عالم وكل ملك يمشون حيث مشت ويهرولون حيث هرولت فما أعظم معاملة الله

وقد ذكر العلماء في حكمة السعي أن الإنسان يستشعر أنه في اضطرار دائم لله مهما كانت أحواله فهو مضطر إلى أن يحفظ الله عليه ما أسداه من نعم وأن يمسك ماكشف من نقم ففي كل حين حاله كحال هاجر في لهفتها ومضرتها

وفي الحديث ؛
(( إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ))

رزقنا الله وإياكم الحج المبرور

23 June 2023