صفات المحتفلين بالنبي صلى الله عليه وسلم حقا

المحتفلون بالنبي صلى الله عليه وسلم حقا ، والمحتفون به صدقا ، هم المفلحون بالاتصاف بهذه الصفات ، الممدوحون من الله تعالى بها ،
( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون )
الصادقون منا هم الذين يبحثون عن أنفسهم هنا ، بعيدا عن الأماني الفارغة ، والشعارات الباهتة ، ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب )
المحبون حقا ، هم الذين يبحثون عن هذه الصفات في سلوكهم وأخلاقهم ، فقربهم منها قرب من محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فهم التابعون له بإحسان في الدنيا ، وهم الواردون عليه الحوض يوم القيامة ، وهم أهل شفاعته ، وهم أهل جواره في الفردوس الأعلى ،
والمبتعدون عنها مبتعدون عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مطرودون عن حوضه ، مبعدون عن جواره ، بل هو خصمهم بين يدي ربهم ، حيث استبدلوا سنته بالاتبداع ، وقدموا كتب الناس على كتاب ربه الذي جاء به من عنده ،
حاسبوا أنفسكم كثيرا على هذه الصفات :
1 _ الإيمان الصادق بالنبي صلى الله عليه وسلم ( فالذين آمنوا به )إيمان البصيرة القائم على معرفة معجزاته وشمائله وسيرته صلى الله عليه وسلم، فلن يؤمن به حق الإيمان إلا من عرفه حق المعرفة ، وكفى بمعرفته داع إلى الإيمان به ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه( إن أمر محمد صلى الله عليه وسلم لَبَيٍنٌ لمن رآه ) صدق ابن مسعود وهو كذلك بين لمن عرفه صلى الله عليه وسلم ،
_ تعظيمه صلى الله عليه وسلم ،( وعزروه ) تعظيم لا جفاء معه ، ولا إطراء فيه ، فهو نبي الله وكفى المصطفى لختم النبوة وإتمام الرسالة ، وليس إلها يعبد ،ولا ربا يخاف ويرجى ، بل يعبد الله تعالى باتباعه ، والخوف من مخالفة أمره ، ويرجى من الله الجزاء على حبه وتعظيمه واتباعه ، ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )
عن أنسِ بن مالك أنَّ رجلًا قالَ لرَسولِ اللَّه – صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ – : يا خَيرَنا وابنَ خيرنا ، يا سيِّدَنا وابنَ سيِّدِنا ، فقال رسولُ اللَّهِ – صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ – : عليكُم بقولِكُم ، ولا يستَهْوينَّكمُ الشَّيطانُ ، أَنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ ، واللَّهِ ما أحبُّ أن ترفَعوني فوقَ منزلتي الَّتي أنزلَنيَ اللَّهُ .رواه أحمد والنسائي وهو صحيح
فليسمع الغلاة هذا الحديث ، وليحذروا من أن يستهويهم الشيطان ، كما حذرهم صلى الله عليه وسلم
وليفرقوا بين العبودية والربوبية ،وبين النبوة والألوهية
3 _ نصرته صلى الله عليه وسلم بنصرة دينه وأمته ، ( ونصروه ) وبذل النفس والمال فيما بذل فيه نفسه ، من إعلاء كلمة الله وإقامة دينه وإظهار شرعه ، وأن يكون ذلك أكبر هم المؤمن ومبلغ عمله ، ويعتبر التخلف عن ذلك خذلان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه )
هذا في حياته ، وهو مستمر بعد مماته صلى الله عليه وسلم ،( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أوقتل انقلبتم على أعقابكم )
4_ اتباع القرآن وجعله الإمام في الحياة ، كما كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن ( واتبعوا النور الذي أنزل معه ) والإقبال على هذا القرآن ، للاستنارة بنوره ، والاهتداء بهداه ، والاستشفاء بشفائه، والتذكر بذكراه، والاكتفاء به والاستغناء عن غيره وسواه، وفيه _وحق مُنزِلِه _ الكفاية، ( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون )
بلى يكفينا ربنا فلك الحمد ولك الشكر
أعظم الله حظنا وحظكم من محمد صلى الله عليه وسلم ومن الخير الذي جاء به